صوت اليمن
تابعنا

مع المنشد محمد أبو راتب

منذ 3 أشهر نشر في الكاتب

مع المنشد محمد أبو راتب

بعد جهد جهيد ومتابعة أخذت الكثير من الوقت استطعنا الوصول إلى الأستاذ محمد أبو راتب أبو الأنشودة الإسلامية، وأكبر المنشدين الإسلاميين على الساحة الفنية.. برحلة إلى مدينة ( فارمنتون هلز ) الرائعة.. وبزيارة خاصة التقيناه كما هو دائماً.. الإنسان المتواضع، صاحب الخلق الجم، والكلمة الطيبة، والوجه المبتسم الذي لا تفارقه البسمة لحظة.. أستاذ محمد أبو راتب, المنشد والشاعر المخرج والأب المناضل المعروف.
تعريف بعملاق النشيد الإسلامي الأستاذ محمد أبو راتب
ولد أبو راتب عام 1962م في مدينة حلب مدينة النغم الأصيل، ودرس في مدارسها لحين تخرجه من الثانوية العامة منها، ثم التحق بمعهد كلية الشريعة في الأردن، ومن ثم أكمل دراساته العليا بالفكر العربي المعاصر، أبدع في مجال النشيد الإسلامي مدة خمسة وعشرون سنة، حيث بدأ في عام1981م، إلى جانب ذلك درس الإخراج الإذاعي والتلفزيوني، أدار الكثير من المهرجانات الإنشادية، وأخرج الكثير من الألبومات والمسرحيات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية، وكان المشرف الأول على برنامج بانوراما في الإذاعة العربية الأمريكية لمدة أربعة سنوات، شارك في الكثير من المؤتمرات الإسلامية حول العالم، متزوج وعنده خمسة بنات، ويقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، في مدينة ديترويت.

أستاذ محمد.. نتشرف أن نستضيفك في موقع صوت اليمن وأتمنى أن تعطينا فكرة عن بداية مشوارك الفني؟
ـ أولاً أشكر موقع صوت اليمن على هذه الفرصة الرائعة، وأنا سعيد جداً بهذا اللقاء الطيب، وأما بالنسبة لمشواري الفني فقد درست الموسيقى الشرقية، وحاولت أن أكمل دراساتي فيها إلا أن القدر أراد أن يكرمني إذ دخلت مجال النشيد الإسلامي، وبدأت أطور به وأستخدم ما تعلمته من علوم موسيقية وفنية في مجال النشيد، كما حاولت أن أستخدم خبراتي السابقة في تنظيم المهرجانات والاحتفاليات، فبدأت بتنظيم مهرجان الأنشودة الإسلامية في الجامعة الأردنية بالاشتراك مع النادي الأدبي فيها، وبمشاركة عدد من منشدي الأردن وفرقها الإنشادية فكانت مهرجانات رائدة في مجال النشيد، أسّستُ ( الهدى الدولية للإنتاج الفني ) ومن قبلها ( الهدى للفن الإسلامي )، فكانت الهدى من أشهر الفرق الإنشادية لفترة طويلة من الزمن.

نود أن نعرف آخر أخبارك أستاذ محمد ؟
ـ قريباً إن شاء الله سأذهب إلى البحرين لأحيي مهرجان هناك، وبعده سأنتقل إلى السعودية بإذن الله، وربما تكون زيارة لنا إلى بيروت ـ لبنان، وبعدها إن شاء الله تعالى إلى عمّان ـ الأردن لأكمل شريطي الجديد هناك، والذي سيكون بعنوان: “حلم”، ومن ثم سأنتقل إلى الإمارات من أجل إكمال تصوير آخر فيديو كليب، الذي سيكون عن الرسول صلى الله عليه وسلم بعنوان رسول السلام.

ماذا عن تخصصك العلمي أستاذ محمد ؟
ـ في الحقيقة تخصصت في أكثر من مجال ولكن أكثر ما اشتهرت به هو مجال النشيد، ومن خلال دراساتي أستطيع القول أني متخصص في الشريعة والفكر الإسلامي، وفي مجال الموسيقى والإخراج، إضافة إلى الإدارة والاقتصاد، وفن المحاسبة المالية.

وهل لديك أعمال أخرى غير الإنشاد ؟
ـ أُدرِّس حالياً في أكاديمية الهلال العالمية في مدينة كانتن بولاية ميتشيغان القرآن الكريم وعلومه، واللغة العربية لغير الناطقين بها، كما أدرّس في بعض الأحيان في الجامعة الإسلامية الأمريكية إلى جانب إدارتي لمؤسسة الهدى الدولية للإنتاج الفني.

أستاذ محمد.. أين إصداراتك التي عودتنا عليها تجلجل في سماء الإنشاد؟
ـ العيش في الولايات المتحدة الأمريكية أثّر نوعاً ما على نشاطي الإنشادي لطبيعة الحياة في أمريكا الذي يتسم بكبر حجم ساعات العمل، وبالتالي قلة التفرغ للإنشاد، الأمر الآخر.. كبر المسؤوليات عندما يكبر حجم العائلة، كذلك الظروف العالمية بعد أحداث سبتمبر .. كل ذلك أثر على ظروف العمل الإسلامي هناك، وبالتالي النشيد الإسلامي وهو جزء من العمل الاسلامي، إلا أنه ـ ولله الحمد ـ أنني بدأت أنتقي أعمالي بشكل متميز، ومشاركاتي أصبحت مختارة، كذلك لم أنقطع عن محبيني في العالم من خلال مشاركاتي في المؤتمرات، والمناسبات الخاصة، والأعراس، ومن خلال موقعي على الوب سايت Web site الذي ينقل أخباري أول بأول.

أين يجد الأستاذ محمد أبو راتب نفسه بين المنشدين؟
ـ الحمد لله ما زلت أشعر أن أبو راتب ما زال يحتل ـ عند شريحة كبيرة من متابعي النشيد الاسلامي ـ مكاناً مرموقاً رغم قلة إصداراتي أو أنشطتي، وبالرغم من بزوغ نجم الكثير من المنشدين المتألقين.

ما هو جديدك في الساحة الإنشادية؟
ـ انتهيت مؤخراً من تصوير فيديو كليب بعنوان: “نسيم” من إخراج الفنان رشيد حمدي، وسيصدر قريباً جداً بعدد من القنوات الفضائية، وكذلك ما زال العمل جارياً في الاستوديوهات لإتمام شريط الإنشاد الخاص بي بعنوان: “حلم”.

وما هي أفضل أنشودة فيه؟
ـ أنشودة بعنوان: “أيعيد لنا التاريخ غداً .. إنساناً مثلك ياعمر”.

طيب أستاذ محمد.. ممكن أن تعطينا فكرة عن أفضل الفرق الشامية ؟
ـ هناك الكثير من الفرق المتميزة في بلاد الشام، ففي الأردن ما زال هناك الروابي، واليرموك، وفي فلسطين الاعتصام، وفي سوريا عماد رامي وفرقته، وفي لبنان فرق كثيرة: الهدى، والإسراء وغيرهما.

أنشودة نالت إعجابك وتحب أن ترددها دائماً ؟
ـ أنشودة: “أخي هل رأيت الهلال” للمنشد موسى مصطفى.

مَنْ مِن المنشدين تحب أن تسمع لهم ؟
ـ هناك الكثير من المنشدين الجديرين بالاستماع لهم، وعلى رأسهم: النقشبندي والحفار من القدماء، وموسى مصطفى وغسان أبو خضرا من المحدثين.

هل تقدم النشيد الإسلامي من ناحية الانتشار والكلمات والأداء والإخراج الفني أم أن القديم أفضل ؟
ـ النشيد الإسلامي في تقدم مستمر بفضل الله، ويحقق خطوات نوعية في المجال الفني والتنوع والحرفية، وبالرغم من كثرة الاجتهادات التي تربك هذا التطور وتفقد معها جمال التميز والالتزام إلا أنه ـ برأيي ـ هذه طفرة سرعان ما ستذوب ويستقر وضع النشيد في ثوبه الجميل المتميز، بل سيصبح في يوم من الأيام حداء الأمة جمعاء.

الإنشاد الإسلامي هذه الأيام.. هل يسير إلى التقدم أم الانحطاط ؟
ـ طبعاً يتقدم.. ولكن يحتاج لتأطير وعناية من قبل كل العلماء والمهتمين والمفكرين الإسلاميين لنصل به إلى شط الأمان.

أستاذي أبو راتب.. بصراحة.. ما رأيك في بعض الأناشيد المبتذلة بالموسيقى ؟
ـ هذا السؤال بسؤالين.. الأول عن الأناشيد المبتذلة، والثاني بالموسيقى، فأقول طبعاً نحن نرفض الاناشيد المبتذلة التي لا تعنى بشؤون الأمة وآلامها وآمالها، وتدور حول أشياء مبتذلة لا تنفع ولا تضر، همها الأول الرتم والإثارة، وغاية نجاحها أن يرقص عليها الناس في مناسباتهم، نعم للفرح والبسمة حتى ولكن مع الفائدة والاستفادة من الوقت، فإن الوقت قصير والواجبات كثيرة، لابد للنشيد الإسلامي أن يكون هادفاً راقياً سامياً، وهذا ما يميزه عن الغناء العادي.
أما عن الموسيقى فهذا يحتاج إلى فقيه وعالم يتحدث به، ولكن الذي أستطيع قوله أن الذين يأخذون فيه لا بد أنهم قد اعتمدوا رأيا فقهياّ معيناً، مما يجعلنا لا ننكر عليهم، فإن أخطأوا فلهم أجر، وإن أصابوا فلهم أجرين.. والله أعلم.

ما قول منشدنا الكبير بالكلمات المأخوذة لها ألحان أغاني ؟ وما جودتها مقارنة بالألحان الإسلامية ؟
ـ يستحسن الاستغناء عنها، لأنها تعيق الابداع والتطوير لهذا الفن، وتنحرف به إلى الذوبان وتقتل الطاقات الإسلامية.

أنشودة لها قصة خاصة في حياتك ؟
ـ أنشودة: “ماضٍ وأعرف ما دربي وما هدفي”، لها أثر كبير في قلبي، لأنها سطرت حقبة تاريخية من حياتي، وحملت في طياتها ذكرياتي أيام محنة المسلمين في سورية، وارتبطت بطيف أخوة لي أحببتهم وأحبوني، ولكنهم قضوا في سبيل الله إلى جنة الرضوان، أسأل الله أن يجمعني بهم هناك على حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم.

ماذا عن أبو راتب الإنسان ـ الأب ـ المناضل؟
ـ أبو راتب هو أبو راتب.. في فنه، وحياته العادية في بيته، ومع أحبائه، أنا ـ كما هو معروف ـ متزوج ورزقني الله بولد وخمسة بنات، لكنه اختار الولد إلى جانبه فتوفي بحادث مؤسف، وبقيت البنات الخمس يملأن علي حياتي، وفيهن أشعر بنعم الله علي، وأسأل الله لهن الصلاح في الدنيا والنجاح في الآخرة، أعيش معهن كل اللحظات، وأسعد بهن ويسعدن بي.
رسمت لحياتي هدفاً محدداً أن أستمر في طلب العلم، فها أنا ذا ـ ولله الحمد ـ أتابع دراسة الدكتوراه في الفكر الإسلامي، وأكتب في مجال الفن والجمال، كذلك جعلت من فني طريقاً لألج به الحق والخير، وأدعو بهما إلى الله سبحانه، لذلك تراني أتلمس الجمال في كل شيء، وأتفنن في صناعته.

للنشيد مقامات فما هو أفضل مقام تنشد به؟
ـ نعم هذا صحيح.. وكلها جميلة، ولكن أفضل مقام أبدع به وأحب أن أغنيه: “الحجاز كرد”، لأن فيه شجن يصور ملامح كثيرة من حياتي.

لقد زار الأستاذ أبو راتب اليمن أظن في الثمانينات وقد شاهدت المقابلة من قريب على شريط فيديو.. هل بالإمكان أن تحدثنا عن مشاعرك عند تلك الزيارة؟
– ياه.. !!! فقط من قريب شاهدت الزيارة.. لقد زرت اليمن مرتين الأولى عام 1989م، وأنشدت في جامعة صنعاء، وتنقلت في مدن كثيرة مثل: تعز، والحديدة، وإب.. وفي المرة الثانية زرت فقط صنعاء، وأنشدت في ملعب نادي اليرموك، وفي حفل عرس صديق لي. وقد حملت في قلبي ومشاعري كل الحب والاحترام للشعب والجمهور اليمني الذي أكرمني وشجعني، وتركت هذه الزيارتين أثراً طيباً في قلبي لن أنساه مدى الحياة.

ما هي أجمل أنشودة سمعتها في اليمن..؟
أناشيد الفلكلور اليمني كلها جميلة، ولكن أطرب لأنشودة: “بسم الله بسم الله.. الله يالله.. نستفتح الحفل نبدأ”.

سمعت لمنشدي اليمن.. فمن أعجبك من المنشدين ؟ وترى أن له مستقبل وسيمثل الأنشودة اليمنية ؟
ـ ما شاء الله صوت الأخوة اليمنيين عذب للغاية، ومعظم الأصوات التي سمعتها تنشد كان لها تميز معين، وأتصور أن للمنشد عبد القادر قوزع، والمنشد خليل الآنسي، مستقبل كبير يضعهم في المقدمة.

موقع صوت اليمن الموقع اليمني الوحيد الذي برز بقوة،س ونال إعجاب الكثير في اهتمامه القوي بالصوتيات الإسلامية بشتى أنواعها إلى نشاطه الفعال في إبراز الفن اليمني.. فما رأيك بفكرة الموقع ونشاطه ؟ وماذا عنه بحلته الجديدة ؟
ـ بصراحة فكرة الموقع جميلة جداً ومتميزة، وهو يعتبر موقع رائع لاحتوائه على مواد ثمينة و مفيدة: من تلاوات قرآنية، ومحاضرات ودروس، بالإضافة على عمله الفعال في تنشيط الحركة الإنشادية والعمل الفني، وأبارك له الصورة الجميلة التي ظهر بها، وأتمنى أن يواصل الموقع التطوير والتحديث، وأن يهتم بآخر أخبار المنشدين الإسلاميين في العالم كله، وأن يكون عاماً ويهتم بكل الأناشيد سواءً كانت يمنية أو غير يمنية.

رسالة توجهها إلى جمهورك من زوار موقع صوت اليمن ومحبيك ؟
ـ أشكرهم جميعاً على متابعة أخباري وأعمالي، وأسال الله لي ولهم التوفيق والنجاح.. وجزاكم الله خيراً.
***
باسمي وباسم هيئة إدارة موقع صوت اليمن أتقدم بخالص الشكر الجزيل للأستاذ محمد أبو راتب، ومن أعماق أعماق قلوبنا على إعطائنا هذا الجزء من وقته، وعلى تحمله لنا طوال كل هذه الفترة التي قضيناها في المتابعة من أجل الحصول على هذه الفرصة لإيصال كلمته إلى جمهوره الكبير، من زوار موقع صوت اليمن من داخل اليمن وخارجها.
أجرى الحوار : جمال المريسي

© 2025 صوت اليمن. جميع الحقوق محفوظة